خياط الفراش
الجزء السادس عشر
![]() |
خياط الفراش الجزء السادس عشر |
تمكنت فاطمة من الخروج من المنزل بصعوبة كبيرة فهي باتت معرضة لمراقبة كبيرة و خاصة و أن الجميع ضدها و التوتر بدأ يتصاعد كل يوم و لم تعد أمامها من حل اخر سوى القرار الصعب و الذي يقتضي بإنهاء علاقتها بحميد للأبد رغما عن قلبها الحزين المكسور...
وجدته ينتظرها هناك جالسا بمحاذاة المكان الذي إلتقيا به أول مرة و بسلام بارد حيته ثم جلست بجانبه و بدأت حديثها مباشرة بالقول :
- لقد جئت اليوم لأشكرك على كل لحظة جميلة قضيتها معك و لكن أظن الامر يجب ان يتوقف يا حميد
فيما هو بقي صامتا متحفظا قبل أن يجيب بهدؤء :
- حسنا يا فاطمة هل هكذا يكون الحب؟ و كيف تستسلمين من أول مرة ؟ فعلا لقد خاب ظني فيك ..لطالما رأيت فيك إمرأة قوية حديدية تستطيع مواجهة كل شيء و لكن للاسف ثبت العكس
فيما قاطعته و هي متأثرة بكلامه و تقول :
- و هل تظن أن الأمر سهل ..أنت تعلم جيدا بأني إمرأة و المرأة في مجتمعنا مهما كانت قوية فقوتها لها حدود و أنا كنت متأكدة بأنك لن تفهمني
فأجاب قائلا :
- حسنا يا فاطمة إعتبري الأمر بيننا منتهيا
فزادت قائلة :
- حتى المحل يا حميد يجب أن تخرج منه نهاية هذا الشهر و هذا اخر لقاء بيننا
فأومأ برأسه موافقا على كلامها قبل أن يقوم من مكانه و قال لها دون النظر إلى وجهها :
- أنا أحترم رغبتك يا فاطمة..فالحب في النهاية لا يعيشه الجبناء
و إنصرف حتى دون إنتظار جواب منها..
بقيت جالسة في مكانها و الدموع تغالب عينيها و بدأ شريط حياتها يترأى لها أمام عينيها و هي تحس بشعور به الكثير من الخذلان و نكران الجميل...أحست بأنها أعطت الكثير من أجل إسعاد الأخرين ولم تفكر في نفسها يوما...و حينما إبتسم لها القدر لأول مرة بعد سنين إنقلبوا عليها جميعا.....
دخلت منزلها مسودة الوجه و لا تكاد ترغب في النظر في وجه أي واحدة من بناتها, فيما حميد على غير عادته ذلك اليوم لم يفتح المحل و إختفى طيلة اليوم ..فيما لاحظن كلهن بقاءها في الغرفة و عدم خروجها طيلة اليوم....
بقيت خولة متسمرة في النافذة علها تلمح حميد و هو يلج للمحل و لغاية منتصف الليل لم تره حتى نامت...
في صباح اليوم التالي لم يفتح حميد المحل ليلاحظ بذلك الجيران و أهل الحي أنه و لأول مرة بقي المحل مغلقا...
سألت خولة البقال بجانبه عنه فأخبرها بأنه أخبره بذهابه للبحث عن محل جديد لتنتابها مشاعر حزن كبيرة ..
إنتشر الخبر بقرب مغادرة حميد للمحل ليزورها إخوتها و قد هنأوها على ما إعتبروه رجوع أختهم للعقل و المنطق و أبدوا جميعا فرحتهم بذلك الأمر...
طيلة أيام ظلت خولة تحاول تعقب حميد لعلها تجده في المحل و لو لمرة واحدة بينما هو فعلا كان قد تمكن من إيجاد محل جديد بجوار السوق الذي لم يكن يبعد عنهم سوى ب 15 كيلومتر و هناك إستقر به المقام, بعدما قرر عدم توديع فاطمة و خرج من المحل قبل الموعد المتفق عليه حتى و أعطى مفتاح المحل للبقال و ذهب...
إنضموا لصفحتنا : من هنا
انضموا لتويتر : من هنا
إقرأ المزيد :
رواية الجسد المحرم الحلقة الواحدة و الستون
الطريقة السحرية للإسمتاع بالجنس الفموي
أحدث الملابس الرجالية الشتوية 2020
خمس معلومات جديدة عن الإنتصاب و القض
أسماء و أم أسماء - الجزء الثاني -
لماذا عليك أن تكون رجلا قاسيا؟
تعليقات
إرسال تعليق